Rabu, 27 Februari 2019

التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي


الباب الأول
المقدمة

‌أ.       المقدمة
الحمد لله على نعمه, و الشكر له ظاهرا و باطنا على توفيقه و امتنانه, و الصلاة و السلام على صفوة خلقه و خاتم أنبيائه, محمد بن عبد الله عليه و على آله و أصحابه و أفضل الصلاة و أزكى التسليم. و بعده.
الحمد لله رب العالمين قد أتم المقدمون تأليف هذه المقالة بقدرة الله و عنايته و فضله تحت موضوع "التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي (التعريف و الفرق و أراء العلماء و المثال)". هذه المقالة جزء من نظام الدراسة بقسم تعليم اللغة العربية كلية الدراسات العليا جامعة مولانا مالك ابرهيم الإسلامية الحكومية بمالانج.
فيطيب لنا و قد منّ الله سبحانه و تعالى بإتمام هذه المقالة أن نرد الجمال لأهله, و ننصب الفضل لأصحابه, فالشكر لله أولاً و آخراً و على نعمه العظيم و آلائه الجسيمة, و على ما يسّر من إنجاز هذه المقالة, فله الحمد و الثناء بما هو أهله.
نخصّ الشكر موصَّل لسعادة الدكتوراه محمد شمس العلوم بخيت على ما أولانا من رعاية و اهتمام, و الذى بذل وقته, و جهده, و فكره, ونصحه, و إرشاده للخروج بهذا العمل بالشكل المطلوب, فكان يسير معى خطوة فخطوة, و فى مكتبه فوجدت منه رحابة الصدر, و كرم الضيافة, و حسن الخلق, و طيب التعامل فجزاه الله خير الجزاء



‌ب.أسئلة البحث
1.   ما هو التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي ؟
2.   ما الفرق بين التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي ؟
3.   كيف أراء العلماء اتعارض في التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي ؟

‌ج.  أغراض البحث
1.   لمعرفة التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي
2.   لمعرفة الفرق بين التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي
3.   لمعرفة أراء العلماء اتعارض في التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي.

الباب الثاني
البحث

‌أ.         تعريف التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي
1)   تعريف التفسير بالمأثور و أقسامه
هو ما جاء في القرآن, أو السنة, أو كلام الصحابة, بيانا لمراد الله تعالي تفسير القرآن بالسنة النبوية, فالتفسير المأثور إما أن يكون تفسير القرآن بالقرآن, أو تفسير القرآن بالسنة النبوية أو تفسير القرآن بالماثور عن الصحابة[1].
ينقسم التفسير بالمأثور الى أربعة أقسام:[2]
1.   تفسير القرآن بالقرآن
2.   تفسير القرآن بالسنة
3.   تفسير الصحابة رضي الله عنهم
4.   تفسير التابعين
تدرج التفسير المأثور في دوريه- دور الرواية ودور التدوين- أما في دور الرواية، فإن رسول الله بين لأصحابه ما أُشكل عليهم من معاني القرآن، فكان هذا القدر من التفسير يتناوله الصحابة بالرواية بعضهم لبعض، و لمن جاء بعدهم من التابعين.
ثم وجد من الصحابة من تكلم في تفسير القرآن بما ثبت لديه عن رسول الله أو بمحض رأيه واجتهاده، و كان ذلك على قلة يرجع السبب فيها إلى الروعة الدينية التي كانت لهذا العهد، والمستوى العقلى الرفيع لأهله، و تحدد حاجات حياتهم العملية ثم شعورهم مع هذا بأن التفسير شهادة على الله بأنه عنى باللفظ كذا.
ثم وجد من التابعين من تصدى للتفسير، فروى ما تجمع لديه من ذلك عن رسول الله و عن الصحابة، و زاد على ذلك من القول بالرأى و الاجتهاد، بمقدار ما زاد من الغموض الذى كان يتزايد كلما بعد الناس عن عصر النبي صلى الله عليه و سلم و الصحابة.
ثم جاءت الطبقة التي تلي التابعين وروت عنهم ما قالوا, و زادوا عليه بمقدار ما زاد من غموض...هكذا ظل التفسير بتضخم طبقة بعد طبقة و تروى الطبقة التالية ما كان عند الطبقات التى سبقتها، كما أشرنا إلى ذالك فيما سبق[3].
2)   التفسير بالرأي
التفسير بالرأي يطلق الرأي على الاعتقاد, و على الاجتهاد, و على القياس و منه : أصحاب الرأي وأصحاب القياس.
و المراد بالرأي هنا (الاجتهاد) و عليه فالتفسير بالرأي, عبارة عن تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسر لكلام العرب و مناحيهم في القول, و معرفته للألفاظ العربية و وجوه دلالتها, و استعانته في ذلك بالشعر الجاهلي و وقوفه على أسباب النزول, و معرفته بالناسخ و المنسوخ من آيات القرآن, و غير ذلك من الأدوات التي يحتاج اليها المفسر[4].
شروط التفسير بالرأي
لقد وضح العلماء شروطا لا بد من توفرها فى التفسير بالرأي حتى يكون مقبولا ومرضيا، وأهم هذه الشروط أربعة وهي : [5]
1)   الرجوع إلى المأثور الصحيح عن النبى ص.م وعدم مخالفته.
2)   الرجوع إلى المأثور الصحيح عن الصحابة رضي الله عنهم فإن أقوالهم في التفسير حجة لا يجوز مخالفتها إذا كان في أسباب النزول أو فيما ليس للرأي فيه مجال، وقد تقدم توضيح ذلك.
3)   الاعتماد على اللغة العربية مع التحرز عن صرف الآيات إلى ما لا يدل عليه المشهور من كلام العرب .
4)   الاعتماد على مقتض الكلام وما يدل عليه قانون الشرع من خاص وعام ومطلق و مفيد و ناسخ و منسوخ ونحو ذلك. وبهذا يظهر لنا مدى الدقة والورع والخشية عند علمائنا رحمهم الله الذين كانوا يقدرون كلام الله قدره و لايبيحون لأنفسهم التهجم ععليه القول فيه بغير علم و ليس أي علم، بل لابد من العلم المستند إلى الضوابط والموازين الصحيحة المأخوذة من معين اللغة التى نزل بها القرآن الكريم ومن معين الشرع و أصوله و موازينه الدقيقة في الفهم والاتنباط.
موقف العلماء من التفسير بالرأي
اختلاف العلماء من قديم الزمان في جواز تفسير القرآن بالرأي, موقف المفسرون بإزاء هذا الموضوع موقفين متعارضين :
 فقوم تشددوا في ذلك ذا فلم يجرءوا على تفسير شيء من القرآن, و لم يبيحوه لغيرهم و قالوا : لا يجوز لأحد تفسير شيء من القرآن و إن كان عالما أديبا متسعا في معرفة الأدلة, و الفقه, و النحو, و الأخبار, و الآثار, و إنما له أن ينتهي إلي ما روى النبي صلى الله عليه و سلم عن الذين شهدوا التنزيل من الصحابة رضي الله عنهم, أو عن الذين أخذوا عنهم من التابعين[6].
و قوم كان موقفهم على العكس من ذلك, فلم يروا بأسا من أن يفسروا القرآن باجتهادهم, و رأوا أن من كان ذا أدب و سيع موسع له أن يفسر القرآن برأيه واجتهاده.
اولا قالوا ان التفسير بالراي يقولون على الله بغير علم و القول على الله بغير من منطقه عنه في التفسير بالراي منتهى عنه يصبرك ان المفسر بالرؤيه ليس على يقين بانه اصابه ما اراد الله تعالى
العلوم التي يحتاج اليها المفسر
اشترط العلماء في المفسر الذي يريد أن يفسر القرآن برأيه بدون أن يلتزم الوقوف عند حدود المأثور منه فقط, أن يكون ملما بجملة من العلوم التي يستطيع بواسطتها أن يفسر القرآن تفسيرا عقليا مقبولا, وجعلوا هذه العلوم بمثابة أدوات تعصم المفسر من الوقوع في الخطأ و تحميه من القول على الله بدون علم, و إليك هذه العلوم مفصلة,
1)   علم اللغة
2)   علم النحو
3)    علم الصرف
4)   الاشتقاق
5)   علم البلاغة الثلاثة (المعاني و البيان و البديع)
6)   علم القراءات
7)   علم أصول الدين
8)   علم أصول الفقه
9)   علم أسباب النزول
10)  علم القصص
11)  علم الناسخ و المنسوخ
12)  علم الموهبة
ما يجوز من التفسير بالرأي
هو ما كان مواقفا لكلام العرب، ومناهجهم في القول، مع موافقة الكتاب والسّنة ، و مراعة سائر شروط التفسير، من معرفة الناسخ و المنسوخ، وأسباب النزول وغيرها.
و يستدل جوازه بالوجوه التالية :
1)   إن الله تعالى قد أمر بتدبر القرآن فقال تعالى: ﴿ كتاب أنزلنه إليك مبارك ليدّبّروا أيته ، وليتذكر أولوا الأباب ﴾ ص: 29 .
2)   إن رسول الله دعا لابن عباس رضي الله عنهما بقوله : اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
3)   أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ( محمد : 24 )
4)   إن أصحاب رسول الله اختلفوا في تفسير آيات من القرآن مما لم يبين لهم رسول الله ، فلو كان النظر والاجتهاد محظورا في فهم كتاب الله تعالى عنهم وأكرمهم بالصحابة
5)   إن الناس قد درجوا على تفسير كتاب الله تعالى بالاجتهاد والنظر من أيام التدوين إلى أيامنا هذه، ولن تجتمع هذه الأمة على الضلالة .
ما لا يجوز من التفسير بالرأي :
وهو ما كان غير جائز على قوانين اللغة العربية ، ولا موافقا للأدلة الشرعية، ولا مستوفيا لشروط التفسير التي ذكرها المفسرون . 
1)   نهى الرسول الله عن تفسير القرآن بالرأي ، قال من القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار .
2)   خروج ذلك التفسير عن جادة التفسير حين لا يبالي بناسخ ومنسوخ، وأسباب نزول، وأمثال ذالك . قال عمر ؤضي الله تعالى عنه : ما أخاف على هذه الأمة من مؤمن ينهاه ايمانه ، ولا من فاسق يبن فسقه ، لأن الناس لا نتق به ، ولكنّي أخاف عليها رجالا قد قرأ القرآن حتى أذلقه بلسانه ، ثم تأويله عاى غير تأويله.[7]
أنواع التفسير بالرأي
الرأي المحمود : ما كان موافقا لغرض الشارع بعيدا عن الجهالة والضلالة, متمشيا مع قواعد اللغة العربية, معتمدا على أساليبها في فهم النصوص القرآنية الكريمة, فمن فسر القرآن برأيه (أي باجتهاده) ملتزما الوقوف عند هذه الشروط, معتمدا عليها فيما يري من معاني الكتاب العزيز, كان تفسيره جائزا سائغا, جديرا بأن يسمى (التفسير المحمود) أو التفسير المشروع.
الرأي المذموم : فهو أن يفسر القرآن بدون علم, أو يفسره حسب الهوى, مع الجهالة بقوانين اللغة أو الشريعة أو يحمل كلام الله على مذهبه الفاسد, بدعته الضالة, أو يخوض فيما استأثر الله بعلمه, و يجزم بأن المراد من كلام الله هو كذا و كذا, فهذا النوع من التفسير هو (التفسير المذموم) أو التفسير الباطل. و باختصار فإن التفسير المحمود, ما كان صاحبه عارفا بقوانين اللغة, خبيرا بأساليبها, بصيرا بقانين الشريعة.
صور الرأي المذموم : ذكر العلماء صوراً للرأي المذموم، ويطغى على هذه الصّوَر الجانب الفقهي؛ لكثرة حاجة الناس له، حيث يتعلّق بحياتهم ومعاملاتهم. ومن هذه الصور ما يلي:
1)   القياس على غير أصل
2)   قياس الفروع على الفروع
3)   الاشتغال بالمعضلات
4)   الحكم على ما لم يقع من النّوازل
5)   ترك النظر في السنن اقتصاراً على الرأي، والإكثار منه
من عارض النصّ بالرأي، وتكلف لردِّ النص بالتأويل .
‌ب.  الفرق بين التفسير بالمأثور و التفسير بالرأي
أولا التفسير بالمأثور هو الذي يعتمد على صحيح المنقول. فسّر المفسّر (بشروط الخاص) تفسير القرآن اعتماداً على ما جاء في القرآن نفسه من البيان و التفصيل لبعض آياته، و ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، وما نقل عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين. وهذا المسلك يتوخى الأثار الورادة في المعنى الأية فيذكرها.
أما التفسير بالرأي هو ما يعتمد فيه المفسر في بيان المعنى على فهم الخاص واستنبطه بالرأي المجرد و ليس منه الفهم الذي يتفق مع روح الشريعة و يستند إلى نصوصها فالرأي المجرد الذي لا شاهد له مدعاة لشطط في كتاب الله. أي تفسير القرآن بالاجتهاد بعد معرفة المفسر لكلام العرب و أساليبهم في القول، ثم معرفته للألفاظ العربية، و وجوه دلالتها، و معرفته بأسباب النزول و الناسخ و المنسوخ.
ثانيا لا يجتهد في بيان معنى من غير أصل. يتوقف عما لا طائل و لا فائدة في معرفة ما لم يرد فيه نقل الصحيح. كقول ابن تيمية يجب أن يعلم أن النبي ص.م بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه فقوله تعالى ((لتبين للناس ما نزّل عليهم)) يتناول هذا و هذا. وقد قال أبو عبد الرحمن السلمى "حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن كعثمان ابن عفان و عبد الله ابن مسعود و غيرهما أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي ص.م عشر آيات لم يتجاوزوها حتى يعلم ما فيها من العلم و العمل.
و التفسير القرآن بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل حرام لا يجوز طعايه قال تعالى ((ولا تقف ما ليس لك به علم)) وقال النبي ص.م (من قال في القرآن بر أية أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار) وفي لفظ ((من قال في القرآن بر أية فأصاب فقد خطأ)) ولهذا تحرج السلف عن تفسير ما لا علم لهم به فقد رويعن يحي بن سعيد عن سعيد بن المسيب "أنه كان إذا سئل عن الأب في قوله تعالى ((وفكهة وأبّا)) فقال : إلى أي السماء تظلني؟  وإلى أي أرض تقلني؟ إذا قلت في كلام الله ما لا أعلام.
ثالثا يلاحظ على المنهج من التفسير بالمأثور -عموماً- أنه يعتمد على الرواية الثابتة في تفسير القرآن الكريم، سواء أكانت تلك الرواية نصًّا من القرآن أو السنة، أم قولاً لصحابي، أو تابعين مطلقا.
 ولا شك أن الذين قالوا بجواز تفسير القرآن بالرأي لم يقصدوا تفسير القرآن بمطلق الرأي، وإنما قيدوه بالرأي المعتبر و المستند إلى الدليل، و لم يعتبروا أو يلتفتوا إلى الرأي المستند إلى الهوى.
الأمثلة من التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي
المثال من التفسير بالمأثور
1)   القرآن بالقرآن.
و من أمثلة التفسير بالمأثور، تفسير قوله تعالى: {صراط الذين أنعمت عليهم} فقد فُسِّر المنْعَمُ عليهم بقوله تعالى: {ومن يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} (النساء:69)، وهذا من باب تفسير القرآن بالقرآن. قوله تعالى : ( أحلّت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم )( المائدة 1) فقد جاء تفسير قوله : ( إلاّ ما يتلى عليكم ) في آية كريمة أخرى ، هي قوله تعالى : (حرّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أحل ّ لغير الله به ) ( المائدة :3 ).
2)   القرآن بالسنة النبوية
تفسير قوله تعالى: و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة (الأنفال:60) فقد فُسرت (القوة) في الآية بما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي) ثلاث مرات، والحديث رواه مسلم، وهذا من باب تفسير القرآن بالسنة.
3)   القرآن بقول الصحابة
ومن أمثلة تفسير الصحابة، تفسير ابن عباس لقوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} حيث فسر هذه الآية باقتراب أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ثبت في صحيح "البخاري".
4)   القرآن بقول التابعين
وقد رُويت عن التابعين في التفسير روايات كثيرة، ولا سيما ما رُوي عن تلاميذ ابن عباس رضي الله عنهما، كمجاهد، وعكرمة، وعطاء، وغيرهم. وكتب التفاسير غنية بأمثلة هذا النوع من التفسير.
ويلاحظ على هذا المنهج من التفسير -عموماً- أنه يعتمد على الرواية الثابتة في تفسير القرآن الكريم، سواء أكانت تلك الرواية نصًّا من القرآن أو السنة، أم قولاً لصحابي، أو تابعي
أقوال العلماء حول التفسير بالرأي
أقوال في ذمِّ الرأي:
1)   ورد عن فاروق الأمة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قوله: (اتقوا الرأي في دينكم) (2). وقال: (إياكم وأصحاب الرأي؛ فإنهم أعداء السنن. أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، فقالوا برأيهم، فضلّوا وأضلوا) (3).
2)   وورد عن الحسن البصري (ت: 110هـ) قوله: (اتهموا أهواءكم ورأيكم على دين الله، وانتصحوا كتاب الله على أنفسكم ودينكم) (4).
أقوالٌ في إعمالِ الرأي:
3)   ورد عن عمر بن الخطاب والحسن البصري - اللذين نقلت قولاً لهما بذمِّ الرأي- ما يدلّ على إجازتهما إعمال الرأي، وهذه الأقوال:
1)   أما ما ورد عن عمر فقوله لشريح - لما بعثه على قضاء الكوفة- : (انظر ما تبين لك في كتاب الله؛ فلا تسأل عنه أحداً، وما لم يتبيّن لك في كتاب الله، فاتبع فيه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم يتبيّن لك فيه سنة، فاجتهد رأيك) (5).
2)   أمّا ما ورد عن الحسن، فإن أبا سلمة بن عبد الرحمن سأله: أريت ما يفتى به الناس، أشيءٌ سمعته أم برأيك؟ فقال الحسن: ما كل ما يفتى به الناس سمعناه، ولكنّ رَاًيَنا لهم خيرٌ من رأيهم لأنفسهم) (6).
هذان علمان من أعلام السلف ورد عنهما قولان مختلفان في الظاهر، غير أنك إذا تدبّرت قولهم، تبيّن لك أن الرأي عندهم نوعان:
* رأي مذموم، وهو الذي وقع عليه نهيهم.
* رأي محمود، وهو الذي عليه عملهم
وإذا لم تَقُلْ بهذا أوقعت التناقض في أقوالهم، كما قال ابن عبد البَرِّ (ت: 463هـ) لما ذكر من حُفِظ عنه أنه قال وأفتى مجتهداً: (ومن أهل البصرة: الحسن وابن سيرين، وقد جاء - عنهما وعن الشعبي - ذمّ القياس، ومعناه عندنا قياسٌ على غيرِ أصلٍ؛ لئلا يتناقض ما جاء عنهم) (7). والقياس: نوع من الرأي؛ كما سيأتي.

المراجع
مصطفى ديب البغا. الواضح في علوم القرآن ، دار العلةم الكاتب
محمد على الصابوني. التبيان في علوم القرآن. المكتبة البشرى: كراسي-باكستان
موسى إبراهيم الإبراهيم. بحوث منهجية علوم القرآن الكريم
محمد حسين الذهبى. التفسير و المفسرون. مكتبة وههبية: الجزء الثاني
مناع القطان. في علوم القرآن. لبنان-بيرت: الرسالة
Manna Khalil al-khitan , Studi Ilmu-Ilmu Qur’an. Pustaka Litera Antar Nusa. Bogor)  


[1] محمد علي الصابوني. التبيان في علوم القرآن. نشر أحسان. ص 67
[2] موسى إبراهيم الإبراهيم. بحوث منهجية في علوم القرآن الكريم. دار عمار. ص 94
[3] محمد حسين الذهبى، تفسير المفسرون. (مكتبة وههبية: الجزء الثاني).ص.112
[4] محمد حسين الذهبى، تفسير المفسرون. (مكتبة وههبية: الجزء الثاني).ص 183
[5]موسى إبراهيم الإبراهيم. بحوث منهجية في علوم القرآن الكريم. دار عمار.ص 102
[6] مقدمة التفسير للراغب الأصفهاني. ص 422-423


Share:

0 komentar:

Posting Komentar

TERJEMAHKAN BLOG INI

PENGUNJUNG SAAT INI